فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الشبهة الخامسة: تمسكوا بقوله تعالى: {إذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى} الآية وهذا يدل على أنه لم يكن موقنا بقدرة الله على إحياء الاموات.
والجواب من وجوه:
الأول: يحتمل أن يقال: وقع ذلك قبل النبوة. وقبلها لما وجب عليه الاستدلال في معرفة الله تعالى وجب عليه الاستدلال ايضا في أمر المعاد. فإن قلت: أليس إنه لا يتم علمه بالمبدأ إلا إذا عرفه قادرا على كل المقدورات حصل العلم بكونه عالما بكل المعلومات، ومتى عرفه كذلك عرفه قادرا على إحياء الموتى؟ قلت: لا يلزم من مجرد العلم بكونه تعالى عالما بكل المعلومات قادرا على كل المقدورات حصول العلم بكونه تعالى قادرا على الاحياء لاحتمال أن يقال: هذه الاجزاء انما تقبل التركيب الحيوانى والحياة بطريق خاص وهو التولد. فأما بغير ذلك الطريق فهو ممتنع لذاته. فلا يلزم من عدم القدرة عليه قدح في قولنا انه قادر على كل الممكنات فإن قلت: لو كان حصول الحياة في ذلك الجسم ممتنعا لما حصل فيه البتة، فلما حصل ثبت أنه ممكن لذاته فيندرج تحت قدرة الله تعالى.
قلت: لعل الخصم يقول: إنه ممكن بطريق واحد، وفيما عدا ذلك ممتنع، وأيضا فهب أن الدليل الذي ذكرت يصح في بيان كون الاجزاء قابلة للحياة إلا أن ابراهيم عليه السلام ما أراد إثبات هذه المقدمة بهذه الدلالة العقلية بل أراد اثباتها بالمشاهدة، فانه لا يجب على المستدل أن يستدل بدليل معين، كيف وفى الرجوع إلى المشاهدة هاهنا مزيد فائدة لان الحسى أقوى في ذلك من الاستدلال.
الثاني: يحتمل أن يقال: وقع ذلك عند وصول الوحى إليه، فإن القوم كما يحتاجون إلى المعجزة في معرفة رسالته، فالرسول لابد له أيضا من معجز ليعرف به نبوة نفسه، فقوله: {أو لم تؤمن} معناه أو لم تؤمن بأنك رسول الله؟ {قال بلى ولكن ليطمئن قلبى} على كونى رسولا من قبلك لا من قبل الشيطان.
الثالث: يحتمل أن يقال: وقع ذلك بعد النبوة ولكنه من الله تعالى لمعرفة شيء آخر، كما يحكى أن الله تعالى أوحى إليه «إنى اتخذت عبدا من عبادي خليلا وعلامته أنه لو طلب منى إحياء الميت فانى أفعله إكراما له» فأراد إبراهيم عليه السلام أن يتعرف أن ذلك الخليل هل هو هو؟ فسأل عن ذلك، وكان المعنى ولكن ليطمئن قلبى على كونى خليلا لك ومخصوصا من عندك بهذا الشرف.
الرابع: أن يكون المراد ليطمئن قلبى على قربك على الاحياء بالمشاهدة، فان البرهان إذا تأيد بالمشاهدة صار أقوى وأعم.
الخامس: أنه عليه السلام لما أمر بذبح الولد ضعف قلبه، فكأنه قال الهى أمرتنى بإماتة الحى وهو على شاق، فان أكرمتني باحياء الميت قوى قلبى فأقدر حينئذ على ذلك التكليف، فقوله: {ولكن ليطمئن قلبى} المراد ليطمئن قلبى على قربى منك واختصاصي بك، فأقوى بوجدان ذلك الاكرام على امتثال ذلك الالتزام.
السادس: أن الخصم لما قال لابراهيم عليه السلام: أنت تزعم أن ربك يحيى ويميت فاسأله أن يحيى لنا ميتا وإلا قتلتك فقال إبراهيم عليه السلام: {أرنى كيف تحيى الموتى} ويكون معنى قوله: (ولكن ليطمئن قلبى) زوال الخوف والامن من القتل.
السابع: أن الخصم لما قال: {أنا أحيى وأميت} لم يشتغل إبراهيم عليه السلام بالكشف عن فساد ما قاله، ولكن انتقل إلى وجه آخر ثم بعد الفراغ عن ذلك المقصود عاد إلى شرح فساد ما قاله الخصم: فقال: {رب أرنى كيف تحيى الموتى} ليعرف بهذا الكافر أن الاحياء والاماتة اللذين استدللت بهما على وجود الاله كيف يكون؟ فمعنى قوله: {ليطمئن} أي يطمئن قلبى على صحة الدليل واندفاع تلك المعارضة.
الثامن: وهو على لسان أهل الإشارة: أن حياة القلب بالاشتغال بذكر الله وموته بالاشتغال بغير الله تعالى. فقال: {رب أرنى كيف تحيى الموتى} أي القلوب الميتة {قال أو لم تؤمن قال بلى} ولكن ليحصل الذوق بتحصيل الاستقرار والطمأنينة. فقال: {فخذ أربعة من الطير} فأمر بقطع العلاقة عن هذه الهيئة المركبة من هذه الطبائع الاربعة تنبيها على أن الحياة التامة الروحانية لا تحصل إلا بعد مقارنة هذا الجسد.
التاسع: أن المراد منه طلب الرؤية في الدنيا، وهو الذي سأل موسى عليه السلام بقوله: {أرنى أنظر إليك} وسأله محمد أرنا الاشياء كما هو الا أنه راعى الادب فعبر بالمسبب عن السبب فان سبب حياة القلب ليس إلا الرؤية التي هي الكشف التام، فكان طلب الاثر طلبا للمؤثر.
العاشر: أنه عليه السلام كان أب هذه الامة والوالد يكون مشفقا على الولد، والمشفق بسوء الظن مولع. فلما علم أن كثرة بنيه عاصيا خطر بباله: إنى ان كنت شفيعا للعصاة فهل تقبل شفاعتي يوم القيامة، فسأل عن إحياء الميت في الدنيا فقيل: أولم تؤمن بقدرتنا عليه؟ فقال: بلى ولكن ليطمئن قلبى على كونى مقبول الشفاعة في حق أمة محمد عليه الصلاة والسلام وإذا كان هو كذلك كان محمد عليه الصلاة والسلام اولى به، فلذلك قال: «شفاعتي لاهل الكبائر من امتى» وهذا الجواب تذكيرى.
الحادى عشر: لعله عليه السلام أمر بتبليغ الرسالة ففكر فقال: لعل الخصوم يطالبونني بمعجزات غريبة فسأل الله تعالى عن هذه الغريبة. فقال: {أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى} على أنك تجيبني في كل ما أطلب. وبالجملة قوله: {ولكن ليطمئن قلبى} غير متعلق في الآية على شيء معين فلك أن تصرفه إلى أي شيء شئت سوى الايمان.
الشبهة السادسة: قالوا: إن ابراهيم عليه السلام استغفر لابيه. وأبوه كان كافرا والاستغفار للكافر غير جائز. فثبت أن ابراهيم عليه السلام فعل ما لا يجوز فعله انما قلنا: انما استغفر لابيه لقوله تعالى حكاية عن ابراهيم عليه السلام {سلام عليك سأستغفر لك ربى} وقوله: {واغفر لابي انه كان من الضالين} وأما إن أباه كان كافرا فذلك بنص القرآن وبالاجماع. وأما ان الاستغفار للكافر لا يجوز لوجهين:
الأول: قوله تعالى: {ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}، فثبت بهذه المقدمات أن ابراهيم عليه السلام فعل ما لا يجوز.
الثاني: قوله تعالى في سورة الممتحنة {قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك} فأمر بالتأسي به إلا في هذا الفعل فوجب أن يكون ذلك معصية منه.
والجواب: لا نزاع الا في قولكم الاستغفار لا يجوز. والكلام عليه من وجوه:
الأول: أن القطع عليه ان الله تعالى يعذب الكافر لا يعرف إلا بالسمع، فلعل ابراهيم عليه السلام لم يجد في شرعه ما يدل على القطع بعذاب الله تعالى الكافر. فلا جرم استغفر لابيه.
الثاني: ان الاستغفار قد يكون بمعنى الاستبطاء كما في قوله تعالى: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله}.
الثالث: انه عليه السلام إنما استغفر لابيه لأنه كان يرجو منه الايمان، فلما أيس من ذلك ترك الاستغفار. ويدل عليه قوله تعالى: {فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه} واما قوله: {ما كان للنبى والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين} فليس في لفظ النبي عموم، لما ثبت في أصول الفقه أن الاسم المفرد المحلى بالالف واللام لا يقتضى العموم فإذا حملنا النبي على رسولنا عليه الصلاة والسلام لم يلزم ان يتناول إبراهيم عليه السلام، واما الآية الثانية فهى على أنه لا يجوز التأسي به في ذلك الاستغفار، فلم يدل على أن الاستغفار لم يكن جائزا له. ولكنا نحمل الاستغفار الذي أتى به على استبطاء العقاب، أو تخفيفه، أو على أنه ما كان عالما بكيفية الاحوال.
فائدة:
اختلف المفسرون في الموعدة المذكورة في قوله تعالى: {إلا عن موعدة وعدها إياه} فقيل: وعد الاب ابنه بالايمان، وقيل: وعدا لابن أباه بالاستغفار. والاول أولى على قولنا إنه لا يجوز الاستغفار للكافر، لان وعدا لابن أباه بالاستغفار لو عد الاب ابنه بالايمان وإذا كان وجود هذا الوعد واجبا ووجود الوعد الثاني غير واجب كان حمل اللفظ على الوعد الأول أولى.
الشبهة السابعة: تمسكوا بقوله تعالى: {ربنا واجعلنا مسلمين لك} والدعاء طلب وطلب الحاصل ممتنع لقوله تعالى: {واجنبني وبنى أن نعبد الاصنام} ولولا جواز ذلك عليه لما طلب من الله ذلك ولقوله تعالى: {والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتي يوم الدين} والاستدلال فيه أن الآية مشعرة بأنه غير قاطع بكونه مغفورا له، وهى تصريح بوقوع الخطيئة منه.
والجواب: لا نزاع بين الامة انه لا يجوز الكفر على الأنبياء بعد نبوتهم الا عند شرذمة من الخوارج فلا اعتبار بخلافهم، فكانت هذه الآيات مؤولة باجماع الامة، فوجب حملها على هضم النفس وكسرها وإظهار الانابة والابتهال.
الشبهة الثامنة: قالوا: إنه طلب من الله أن يجنب أولاده عن عبادة الاصنام، وما أجيب إليه. فكان كسرا من منصبه.
الجواب: أن المفسرين حملوا هذا الدعاء على من اعلمه الله انه يؤمن ولا يعبد الاصنام وتخصيص العام غير بعيد.
الشبهة التاسعة: تمسكوا بقوله تعالى: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ} والبحث في الآية من وجوه:
الأول: أنه قدم الطعام إلى الملائكة مع علمه أنهم لا يأكلون.
الثاني: لهم خافهم مع علمه بكونهم معصومين؟ فإن قلت: السبب في هذين أنه ما كان عالما بكونهم من الملائكة، قلت: فلم صدقهم في ادعاء الملائكة من غير دليل؟
الثالث: أنه تعالى وصفه بالمجادلة. فقال: {يجادلنا في قوم لوط} ثم قال: {يا إبراهيم أعرض عن هذا} وهذا يدل على أن مجادلته مع الملائكة غير جائزة.
والجواب: أن ذلك لو كان ذنبا لعوتب عليه ولاستغفر إبراهيم على السلام منه كيف وقد مدحه الله تعالى على ذلك فقال: {إن إبراهيم لحليم أواه منيب} فوصفه بهذه الصفات التي ليست وراءها منزلة في باب الرفعة. فكيف يجوز تخطئته فيما جعله الله تعالى سببا للمدح العظيم؟ وأما قوله: كيف صدقهم في ادعاء الملائكة من غير دليل فنقول ليس في الآية أنه صدق من غير دليل، وإذا كان كذلك كان الدليل المذكور على عصمة إبراهيم عليه السلام دليلا على أنه إنما صدقهم في تلك الدعوى بالدليل. ويقال انهم دعوا الله باحياء العجل الذي كان ذبحه وشواه فعاد حيا، وأما المجادلة فانها غير مقصودة على المخاصمة فقد تكون بمعنى المسألة قال الله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} يعنى تسألك فكأن إبراهيم عليه السلام أخذ يبحث كيفية العذاب وأنه عام لهم أو خاص بالبعض، فسمى ذلك جدالا لما كان فيه من المراجعة، وقيل: معنى {تجادلنا} تسألنا عن قوم لوط أن يؤخر عذابهم رجاء أن يؤمنوا فأخبره الله تعالى بأن المصلحة في إهلاكهم وأن كلمة العذاب حقت عليهم.
لا يقال: اما أن يقال انه كان مأذونا أو غير مأذون، فان كان الثاني كان اقدامه عليه ذنبا لانا نقول لعله لم يكن مأذونا فيه شرعا إلا أنه بحكم أن الاصل في الاشياء الاباحة اعتقد جواز تلك المجادلة فانه لما نهى عنه سكت عنه. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ}
قد تقدَّم الكلامُ على {كيف} في أوَّل البقرة [آية 28]، وما يجوز فيها ثلاثة أوجهٍ، في حيِّز التَّعْجُّبِ والإنكار، وأن تكون حاليةً، أي: وكيف أخاف الذي تشركون حال كونكم أنتم غير خائفين إشراككم، ولابد من إضْمَارِ مبتدأ قبل المضراع المنفي بلا لما تقدَّم غير مرَّةٍ، أى: كيف أخاف الذي تشركون، أو عاقبة إشارككم حال كونكم آمنين من مَكْرِ اللَّهِ الذي أشركتم به غيره، وهذه الجملة وإن لم يكن فيها رَابِطٌ يعود على ذِي الحالِ لا يَضُرُّ ذلك، لأن الواو بنفسها رابطة.
وانظر إلى حُسْنِ هذا النَّظْمِ السَّويِّن حيث جعل متعلّق الخَوْفِ الواقع منه الأصنام، ومتعلق الخوف الواقع منهم إشاركهم باللَّهِ غيره تَرْكًا لأن يعادل الباري تعالى لأصنامهم لو أبْرَزَ التركيب على هذا، فقال: ولا تخافون اللَّه مُقَابَلَةً لقوله: وكيف أخافُ معبوداتكم.
وأتى بما في قوله: {ما أشركتم} وفي قوله: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا} إلاَّ أنهم غير عقلاء؛ إذ هي جماد وأحْجَارٌ وخشبٌ كانوا يَنْحِتُونَهَا ويعبدونها.
وقوله: {مَا لَمْ يُنَزَّلْ} مفعول لـ {أشركتم}، وهي موصولة اسميَّة أو نكرة، ولا تكون مَصْدريَّةً لفساد المعنى، و{به} و{عليكم}، متعلقان بـ {يُنَزِّلْ} ويجوز في {عَلَيْكُمْ} وجه آخر، وهو أن يكون حالًا، من {سًلْطَانًا}؛ لأنَّهُ تَأخَّر عنه لجاز أن يكون صِفَةً.
وقرا الجمهور: {سُلْطَانًا} ساكن اللام حيث وقع، وقُرِئَ بِضَمِّهَا، وهل هي لغة مُسْتَقِلَّةٌ، فيثبت فيها بناء فعل بضم الفاء والعين، أو هي إتباع حركةٍ لأخرى.
ومعنى الآية: وكيف أخَافُ الأصنام التي لا قُدْرَةَ لها على النَّفْعِ والضُّرِّ ولا تُبْصرُ ولا تَسْمَعُن وأنتم لا تخافون من الشِّرْكِ الذي هو أعظم الذنوب، وليس لكن حُجَّةٌ على ذلك.
وقوله: {فَأَيُّ الفريقين أَحَقُّ بالأمن} أي: ما لكم تنكرون عَلَيَّ الأمْنَ في موضع الأمن، ولا تنكرون على أنفسكم الأمْنَ في موضع الخوفِ فقال: {فَأيُّ الفريقَيْنِ أحَقُّ} ولم يَقُل: فايُّنَا أحَقُّ نَحْنُ أم أنتم إلزامًا لِخَصْمِهِ بما يدَّعيهِ عليهن وأحترازًا من تَزْكِيَة نفسه، فعدل عنه إلى قوله: {فأيُّ الفَريقَيْنِ أحَقُّ بالأمْنِ}، يعني: فريق المشركين أم الموحدين؟ وهذا بخلاف قول الآخر: [الكامل]
فَلَئِنْ لَقِيتُكَ خَالِيَيْنِ لَتَعلَمَنْ ** أيِّي أيُّكَ فَارِسُ الأحْزَابِ

فَلِلِّهِ فَصَاحَة القُرْآن وآدابه.
وقوله: {إنْ كُنْتُمْ} جوابه محذوف، أي: فأخبروني، ومعلّق العلم محذوف، ويجوز ألاَّ يُرَادَ له مفعول؛ أي: إن كنتم من ذوي العلم. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)} يعني وأي خوفٍ يقع على قلبي ظِله ولم أُلِمْ بِشِرْكٍ ولم أَجْنَحْ قطُّ إلى جحد؟ وأنتم ما شممتم رائحة التوحيد في طول عمركم، ولا ذقتم طعم الإيمان في سالف دهركم! ثم بسوء ظنِّكم تجاسرتم وما ارعويتم، وخسرتم وما باليتم. فأيُّنَا أَوْلى أن يُعْلِن بسرِّه ما هو بصدده من سوءِ مَكْرِه وعاقبةِ أَمْرِه؟. اهـ.